من اليوم أو من الساعة التي تم فيها عناق وليد الركراكي مع رئيس الجامعة السيد فوزي لقجع، يكون الأمر قد قضي بإسم الجمهور والإعلام لأنه هو من اختار وليد ليكون ناخبا، ودون إسمه ليخالف عرف وحيد وإن كانت التسمية بين الرجلين يفرقهما الحرف الثاني بين الحاء واللام، ونعرف حتما أن وحيد وضع تركته التي استعملها كمؤشر أهل المنتخب لكأس إفريقيا السابقة وكأس العالم القادمة، ويسير نحو طريق التأهل إلى كأس إفريقيا 2023، والتركة الموصوفة بها زلات اختيارية لا يقبلها الجمهور المغربي، ولها اعوجاجات استراتيجية في الخطط، ونواقص في البدائل وثقوب في الوسط والأطراف، وطبعا هنا استقرأنا جميعا كل فواصل ما انتقدناه في أكثر المواقف حرجا، وقلنا دائما ليس هذا هو الفريق الوطني الذي سيمثلنا في كأس العالم أو سيفوز بكأس إفريقيا على الأقل، لكن في صلبه نوايا غير صلبة تقنيا وبالعين المجردة للأوراق التقنية الفاضحة، ومن الواجب تمشيطها حتى لا تكون معروضة للكشف المخابراتي، وأعلم جيد أن وحيد عندما رحل نهائيا عن الأسود، فسيكون له دور استنجادي لمنتخب كرواتيا، لأنه كما قلت سابقا قبل إقالته، كان قد أجرى حوارا مع أحد الجرائد الكرواتية، وكشف بالملموس كل النوايا التي سيلعب بها أمام كرواتيا حتى ولو أعطى الدرس للخصم من أنه سيكون خصما عنيدا كمعلومة، ولكن من خلال هذه النوايا، قد تتغير الأمور رأسا على عقب لأن وليد الركراكي الخلف لوحيد، سيغير خارطة الطريق بالعين التي يراها هو بمنظار منتخب آخر.
وولادة وليد التي نادينا بها، وتمت على أكمل وجه إيمانا منا من أن وليد الدولي الأسبق الذي وصل لنهائيات كأس إفريقيا مع الزاكي 2004 بتونس، يقرأ اليوم نفسه كناخب وطني ربما لم يكن ليحلم بها لولا الشعب، ستكون ولادة خاصة من لاعب الى مدرب نادي، ثم إلى منتخب وطني مثلما يتدرج اللاعب من الفئات الصغرى، لكن وليد لم يرتق من المنتخبات الصغرى ليجد نفسه مع الكبار كما أتى لاعبا من الإحتراف مباشرة، بل وجد نفسه قادما باستفتاء جماهيري تدعيما للإطار الوطني، وهو يعي جيدا ما معنى هذا الإستفتاء الذي حظي بشرف كبار المدربين، ويعي تماما ما ننتظره منه ليغير خارطة الطريق جيدا، ويصنع جسر ما وضع حجره الأساس الزاكي بادو في نهائي كأس إفريقيا بتونس، أي أن نصل إلى نهائي كأس إفريقيا المقبلة ونفوز بها بغض النظر عن التشريف الجوهري في كأس العالم بقطر، ولكن من بدرة كأس العالم تولد النوايا، وهو ما نقصده جميعا لكون كأس العالم لها رجالاتها، ولا يمكن لأسود الأطلس في ثوبهم الحالي أن يذهبوا بعيدا إلا إذا طوق الحظ الكبير وقوفنا الصامد أمام كرواتيا وبلجيكا وكندا، ولم لا. 
وولادة وليد التي نادينا بها، لا يمكن أن تبخس الكاريزما التي أحببناها في خسارته وفوزه مع الوداد سيما في تصريحاته الجرئية والتي جعلت منه مدربا واقعيا لا يتحدث بلغة الخشب بقدر ما له لغته الخاصة بالعامية المغربية القحة، وحتى ما قاله وليد في ندوة تقديمه، يجعلنا جميعا أمام طابع كاريزما شعبوية أصلا، لكننا نريدها أن تخرج من جلبابها السياسي السائد لدى نائب برلماني يجيش القلوب بالشعبوية لامتصاص القبول، ولا نريدها أن تتمثل في لغة وليد الركراكي حتى لا يسقط يوما في جحر الإنتقادات، وأخاف عليه من هذه السقطة إن هو تجبر على الإعلام، مع أنه سقط من الدرج عندما قال أنه سيخلق رتوشات قليلة جدا داخل المنتخب، بينما الواقع أن هذه الرتوشات تتعدى عشرة لاعبين بمن فيهم المصابين والغائبين عن التنافسية كليا قبل عشرين يوما من ملاقاة منتخبي شيلي والباراغواي، وهنا أقول أن بالمنتخب عوائق دفاعية ووسطية وهجومية وصناع لعب من العيارات النادرة، وليست نواقص عادية ورتوشات كما يعتقد، لكون البدائل غير موجودة والنواة الأصلية لم تعد كما هي من خلال طوارئ إصابة نايف أكرد وعمران لوزا وطارق تيسودالي واليوم مع ماسينا المفترض أن يغيب لمدة أطول، ما يعني أننا أمام أربعة لاعبين أساسيين، فضلا عن غيابات ستطال كلا من سفيان شاكلا وايمن برقوق لغياب التنافسية المطلقة، وحتى أمين حارث ومنير الحدادي، وهذه أيضا ليست رتوشات، بل عيارات وازنة وقس عليها حتى عودة ريان ماي وسامي من الإصابة، وهنا تصل الأمور إلى مسلسل أكبر من التغييرات التي ستحدث على المنتخب، فضلا ما تشهده الساحة الأوروبية من فتور الدوليين المهاجمين، ولذلك أخاف على وليد أن يسقط في التصريحات التي قد تجلب له المشاكل بمثل مقاصد ما هو حاضر من مشاكل قوية لدى المحترفين. 
وللحديث بقية..