كلما سقطت صومعة المنتخب المغربي أو الكرة المغربي بشكل عام في محفل، في تظاهرة أو حتى في سياق ودي يتم تعليق حجام واحد وهو المدرب، لأنه في الكرة يصعب إن لم يكن يستحيل الإطاحة بـ 11 لاعبا دفعة واحدة.
الضحية الأقرب وكبش الفداء الذي يسهل قيادته للمدبح هو المدرب، لأن الهزيمة يتيمة ولها أب واحد وهو سعادة وصاحب الفخامة صديقنا المدرب بطبيعة الحال.
على امتداد عقدين ارتبطنا فيهما وخلالهما بحبل سريري وثيق مع الإخفاقات، هاجمنا لاعبين وشنقنا مدربين وأجمعت أمة الكرة على أنه ما عاد لنا لاعب زمان ومدرب زمان، لكن من كان يفلت كل مرة ومن يمسح كل النكبات وخيبات الرجاء في تلابيب المدرب واللاعب  كان هو المسير.
نقترب من الإحتفال بمرور عقد على ندوة الصخيرات، وعلى مناظرتها المجلجلة والقوية ووحدها هاته المناظرة من سمت الأشياء بمسماها الصحيح، وحجها من أشارت بالبنان وأصابع الإتهام للمسير ووحدها من صنفتهم ضمن خانة الإنتهازيين والنفعيين والوصوليين، واستثنت من رحم ربي من سياق القصف.
رسالة الصخيرات جاءت جامعة طاوية وطالبت ربط المسؤولية بالمحاسبة، ولا من اتعظ ولا من اعتبر وكل ومسير كان القطاع المسؤول عنه يفشل كان يرمي بالمنشفة ويدس رأسه كالنعامة في التراب ليعلن براءة الذمة ويمسح الإخفاق في ظهر البقية.
أزمة كرة القدم المغربية هي أزمة مسيرين، لأن واقع رياضتنا الحالي من القدم العاجزة لليد المشلولة مرورا بالسلة المثقوبة وانتهاء بالطائرة التي لا تحلق، فالتنس البئيس والقوى الناشطة من المنشطات بطبيعة الحال، الكل مسقي بـ «نفس المغرفة»، ولا فضل لهرواش على أحيزون إلا بعدد المنتفضين والمتمردين والمقاطعين والخارجين عن السرب.
لو نحن استعرضنا واقع الرياضة المغربية وأحلناها على رسام كاريكاتير وطلبنا منه أن يرسم لنا لوحة تعكس واقع لخلصنا لحقيقة مؤلمة، حقيقة لا تختلف عن السخرية السوداء اللاذعة والمؤلمة في تعابيرها الصامتة.
وإذا كنا نهوى بالمطرقة على رأس اللاعب ونكاد نتفق جميعنا على أن الجيل الحالي أقل موهبة من السابق ومن سبق أقل ممن عبر قبله، فإن الواقع يحيلنا لحقيقة كلها ألم على نخبة من يسير كرتنا الحالية يفتقدون لـ «بروفايل» المسير المحترف المهني وللمسير الذي تترجى منه كرتنا خيرا.
ولنترك الفرق الوطنية المغلوب على أمرها جانبا بفضل طبخات الجموع العامة والسامة وسطوة المنخرط المؤدى عنه، لننبش في ريبيرطوار الجامعة الحالية ومن سبقها، ولنضع من يسيرونها باستثناء الرئيس بطبيعة الحال في سياق التقييم والقويم وحتى التنقيط لما قدموه من إضافات.
قدم لقجع وارتبط ظهوره في كثير من فترات عبوره التلفزي قبل أن يختار التواري ليطل عبر مقاسات خاصة، بـ «لازمة المقاربة التشاركية» وفي ذلك كان أكثر مما خاله البعض، لأنه لم يكن يطلق الكلمة على عواهنها ولا جزافا وإنما كان يتحلل من قرارات كان يضع لبعضها في سياق الإستباق احتمال الفشل، فكان لزاما أن يتقاسم معه الفشل من يدورون في فلك جهازه ويسيرون في ركبه.
الجامعة التي هي سدرة المنتهى داخل كل بلد ومنظومة كروية، مفروض أن تضم صفوة من يسير الكرة وزبد رجال التدبير، وجامعتنا الحالية والتي تخلد يوم غد مرور 20 حولا على تنصبها، هي في تقديري الخاص وتقييمي المتواضع وإن كنت لا أملك حق إصدار أحكام القيمة الأضعف عبر التاريخ، ومن يشاطرني ويختلف معي في ابتلاع لسانه كثيرون ويدركون أن جامعتنا الموقرة تضم في تركيبتها الكثير ممن ينطبق عليهم «فاقد الشيء لا يعطيه».
لايروق لي التشييء ولا الشخصنة ولا حتى تسمية المسميات وتوضيح الفاضحات، لكن من ينتمون للجامعة الحالية وباستثناء رقم «10» داخلها وأقول رقم 10 لأنه في بدايتها قبل اكتمال الهيئآت كانوا 9 ولقجع هو عاشرهم، هم أضعف من سهر على تسيير كرتنا المقهورة والمفشوشة.
من زمن بلمجدوب لحاضر لقجع، وباستثناء الرؤساء بكامل استحقاقهم لتبوأ الكرسي الذي بلغوه بمنتهى الإقتدار والأهلية والكفاءة، من يرافقونهم باسم الكوطة تارة واللائحة تارة  أخرى يتعين إعادة النظر في طريقة دمجهم وضرورة إخضاعهم لـ «كونكور».