صحيح أن عبد الرزاق هيفتي بشر كسائر الناس  ليس منزها عن الخطأ ولا هو من المعصومين، وهو مثلنا يمشي بين الناس بالأسواق وليس مثاليا للدرجة التي تجعله فوق الجميع، لكنه مقابل هذا هو طبيب مؤدي لقسم «أبي قراط» وطبيب بمؤهل علمي محترم لا ينكره إلا جاحد..
والأكثر من هذا أن ما روي وسيق عن هيفتي الإنسان وليس الطبيب  من رجال الثقة وصدق القول، تفرض رفع القبعة له واحترامه  لنبله وانخراطه في أمور إنسانية لوجه الله وخدمة للكرة و عشيرتها والمقربين من دائرتها وكم من مرة أسدى خدمة وتطوع لإجراء كشف بالمجان على فئة غير قليلة ممن هم مرتبطون بالجلد المدور ممارسين كانوا أم إعلاميين وحتى من أهل الفن..
لم أستعرض هنا هذا «البونيس» الدعائي وهذه الوصلة الإشهارية بطلب من هيفتي ولا حتى بإيحاء مني لأنه لم يسبق لي وشكوت شدا عضليا  لا حتى «كلاكاج» لأستفسره  لو عن بعد عن أعراضه وفترة النقاهة والترويض..
هذا التقديم الطللي هو في غاية الأهمية و ضروري جدا كي ندرك أننا أمام رجل مسؤول يعي جيدا ما يقوله وطبيب شاهد على أكثر من «حاجة» ومجايل لمدربين كثر مروا من عارضة الأسود التقنية وعارف بخبايا الأمور والخفي الأعظم وكوارث الفنادق ومداهمات المعسكرات، ومع ذلك أصر الرجل بحكمة بالغة على ابتلاع لسانه وستر الفاضحات وتنبيه أصحاب الحال لسوء المآل..
لا يهمني هنا ما سرده الرجل بتلقائية عن «المعسل» وهوائه الذي استنشقه لاعبونا المحصنون بالفنادق المصنفة وهو أمر له مسؤولوه الذين سيفتحون جبهته، بل يهمني كثيرا التدقيق وتفتيت الصخر الذي رماه هذا الوجدي الذي حين ينفعل يصير مثل الثور الهائج، ويصبح بلا ماء في فمه ويطلق كلامه المالح والصادم للمرتعشين ولمن في بطونهم العجين الحامض «البيريمي»..
ابن الشرق رجل مهادن ومسالم وهي شهادة قدمها بحقه من تعرفوا عليه عن قرب كما رواها حتى خصومه، لذلك استغرب الكثيرون خرجة صديقنا الطبيب القوية مؤخرا ودواعي الإنفعال الزائد عن لزومه...
هيفتي كان واضحا وهذا ليس دفاعا عنه ولا ترافعا لمصلحته، حين قال أنه يحترم الرجاء النادي والرجاء المؤسسة وحتى حين هاتفته للحديث معه بالموضوع أصر علي لتبليغ هذه الحقيقة وكونه لا يطلب من الجامعة خصم نقاط الرجاء ولا حتى تجميد نشاطها، فلا هو مالك للحق الأول و لا هو راغب في تصفية الحساب الثاني.
هيفتي طبيب وحسابه مع طبيب آخر وهو طبيب الرجاء والحامل في مفارقة غريبة وعجيبة لاسم «الدكتور الطيب» ويرى هيفتي متحملا كامل مسؤوليته بالموضوع أن طبيب الرجاء شخص كذاب ومفتر على مهنة الطب ويجدر أحد الأمرين: إما تجميد نشاط ممارسته للمهن طالما أنه كاذب  أو تجريده من هذه الرخصة لقفزه على ميثاق أخلاقها  دوسه عليها بالنعل ويصر هيفتي على أنه يملك الحقائق والوثائق والتسجيلات الداعمة لقوله ويتحدى الإستماع إليها لكونه ستقلب الحكم الصادر بقضية كروشي رأسا على عقب  سيغير الكثير من المعطيات.
يثق هيفتي في طرحه لكونه إلتقى كروشي بعيادته وبحضور فاخر فكانت اعترافات اللاعب كروشي أمامه وبحضور عدد من زملائه لاعبي المنتخب المحلي مناقضة تماما لما أدلى به أمام اللجنة التأديبية بالجامعة.
هيفتي متأكد أن اللاعب كروشي تعرض لضغوطات من إدارة الرجاء لتغيير أقواله كي يحصن «الخبزة» التي ينعم بها داخل النادي الأخضر، بل هو واثق ألف بالمائة كون كروشي تم الضغط عليه ليلعب مباراة آسفي وأن طبيب الرجاء السيد الطيب توصل بالتقرير وأنكر ذلك أمام اللجنة التأديبية طالما أن طبيب المنتخب المحلي وثق فيها وسلمه له بـ «الواتساب» ولم يسلمه إياه بالأساليب القانونة التي تترك خلفها أثرا (الفاكس أو الإيميل).
بالطول كما بالعرض دخل طبيب المنتخب المغربي في الجميع ومن استمع إليه أو حظي بفرصة مناقشته سيلمس وكأن هذا الرجل تعرض لصعقة كهربائية لم يكن يتوقعها أو أنه شعر بانتكاسة نتيجة لخيانة الأمانة وضرب شرف المهنة من زميل، وما يهمه هو إعادة الإعتبار لهذه المهنة النبيلة ويظهر للجميع أن طبيب الرجاء شخص كذاب.
قبل حلول الدكتور الطيب بالرجاء كان من يشغل هذا المنصب هو الدكتور عبور الذي رحل بسبب خلاف مع الطوسي، لكون صديقنا عبور رفض تدخل الطوسي بمهامه ورفض عبور مشاركة لاعبين مصابين بمباريات الرجاء وتخديرهم بالإبر ليتجاوزوا آلامهم في واحدة من الصور الإنسانية التي استحق عليها عبور كل تقدير واحترام.
أسبوع بعد رحيل عبور سيحل الطيب بعيادة الرجاء ومن كان مصابا صار يلعب ولو بالتقسيط غير المريح وفي مشهد أثار الإستغراب الشديد بخصوص من تدخل للمخاطرة بمصير أقدام بعض اللاعبين.
عاد لقجع من سويسرا وعليه أن لا يصر على حكاية قضاء الحوائج بتركها، عليه أن ينتصر لمصداقية مؤسسته وأول إجراء هو أن يدعو هيفتي لمكتبه ويعطيه الأمان ويقول له «هات برهانك».
لو فعلها لقجع أكيد سيكون قد قطع دابر الشبهات وقدم اليقين على أنه بالفعل بصدد تصحيح عديد المقاربات الخاطئة التي رافقت تدبيره مؤخرا لأوراش وملفات فتح جبهتها على مصراعي دبابير قد ينهشون كرسيه فيجد نفسه على الحصيرة؟؟