يوم بعد آخر تنجلي الكثير من الأمور المرتبطة برحيل الزاكي الذي صار من الماضي، وتتضح صورة إقالته التي تطاير بعدها غبار كثيف وقسم القبيلة بين مؤيد للإنقلاب ومستهجن لتوقيته وسياقه وطريقته.
واكبنا من قلب مطبخ الجامعة كيف كانت تجمع التوابل وتوضع على نار هادئة، لمسح الزاكي من دكة بدلاء الأسود، واستعرضنا جوانب من مخطط الإنفصال عنه.
يومها أكدت أن الزاكي رحل بمشيئة لاعبين نافذين داخل صفوف الفريق الوطني، وأكدت موازاة معها أن رئيس الجامعة وهو يدخل مدن الحيرة عقب العبور الباهت من «باطا» والعودة بتأشيرة التأهل لدور المجموعات، أيقن أن الوقت قد حان لإحداث زلزال ارتدادي عنيف ببيت الأسود والزاكي محوره الرئيس والأهم.
اليوم السيد لقجع وبعدما عبر المتاريس وتجاوز حقول الألغام وإلتحف بالعلم الوطني منتشيا ليس بالتأهل للكان قبل ختم المحطة التصفوية فحسب، بل لكونه ربح رهانه وهو تعيين رونار مكان الزاكي، وجد أن المناسبة شرط للبوح الصادق والصريح وتأريخ المحطة وكشف ملابسات القرار.
لم يتأخر رئيس الجامعة وهو يعبر أثيريا من محطة «إم إف إم» في الكشف عن خلفيات قرار عزل الزاكي، ولكم أن تواكبوا وتدققوا فقي الكثير من التعابير الدالة، على أن إقالة الزاكي كان مقدر له كما قلنا مرارا شهر نونبر من السنة الفائتة وليس بعد الجمع العام الأخير المنعقد في فبراير.
نبس لسان لقجع بما قاض به قلبه والأسود يتعذبون في «باطا» ويمعنون معها في تعذيب شعب بأكمله إنتظر صافرة حكم المباراة ليخلصهم من جحيم القلق الذي ساورهم وهم يتابعون منتخبهم شبه عاجز عن فرض منطقه أمام منتخب غيني استوائي متواضع.
قال لقجع أنه بعد المباراة كان لزاما عليه أن يستشير مع عدد من اللاعبين النافذين، ووقع الإجماع على أن خللا ما بمنظومة الأسود يستوجب إقالة الزاكي.
وخلص معها إلى أن رغبة اللاعبين تسير باتجاه فك الإرتباط مع الربان السابق واستقدام من ينشر الفرح وينثر البخور بمستودع الملابس المحتقن، ولا يمكن أن نصدق أن لقجع تشاور مع لاعبين دون أن يكون بنعطية واحدا منهم.
وحين حل حجي بألمانيا وبمقاطعة بافاريا وتحدث مع بنعطية مطولا، وهو ما أغضب الزاكي كنا قد أشرنا إلى استحالة إقدام حجي على هكذا خطوة دون أن يكون قد نال ترخيصا وتزكية من لقجع تحديدا وكانت تلك مقدمة من مقدمات قصيدة الطلاق اللاحق الذي ينتظر الوقت المناسب لتعلق على باب الجامعة ببلاغها الشهير الذي عدد أسباب الهجر والطلاق.
واصل لقجع اعترافاته مؤكدا أن المشورة التي لا يخيب صاحبها لم تتوقف عند حدود صقور المجموعة بل امتدت لتطال تقننين، ومن بينهم ناصر لارغيط ونحن توفرنا يومها على قائمة مدربين طالبهم لقجع بالفتوى ووقع الإجماع الذي لا يأتيه باطل من بين يده ولا خلفه على أن الزاكي لم يعد رجل المرحلة.
هكذا انتظر لقجع لغاية اقتلاع أنياب القرش الأخضر ليبوح ويسهب في الإعترافات ويضيف أنه تحمل يومها المسؤولية وتحمل معها وعثاء وقهر النقد وتحين الفرصة ليعبر الأسود وليتنفس عميقا وكأنه يطالب بالإنصاف وحتى الإعتراف له بأجر المجتهد لجرأة القرار.
لقجع صادق في كل أقواله و اعترافاته وصادق في وعده، ولا نقاش بهذا الخصوص، الكذبة الوحيدة كانت يوم خرج ليؤكد بعد الجمع العام أن الزاكي باق بمحله ولا صحة لعزله و لم يصدقنا كإعلاميين القول حين سفه طرح إعلام فرنسا الذي أكد حقيقة الإنقلاب.
لا يلام رئيس الجامعة حتى وإن كانت كذبته يومها بيضاء، لأن البراغماتية التي يقدسها تخبره «الغاية يا ريس تبرر الوسيلة».