.. يستحق بودريقة لقب مسير السنة، ولو كنا بأنجلترا لمنحوه هذا اللقب هناك، لأن معايير الإختيار هناك لا ترتبط بجودة المنتوج ولا بقوة الإنجاز وإنما يحكمها معيار التأثير في الأحداث وقوة تغيير مجرى النهر، وهو ما نجح فيه بودريقة وفاق سقف كل التوقعات ومن أصدروا بحقه أحكام القيمة التي شنقته حيا وصلبته بالساحة ليجلد حتى دون الإستماع لنقضه واستئنافه، أكيد هم اليوم مدعوون للإعتذار له.
مثل «اللهو الخفي» ومثل «الزواق» حتى وإن كانت الهيأة لا تدل على الحال، كسب بودريقة في ظرف أسبوع صكين للبراءة، الأول برفض وكيل الملك بأحد محاكم الرباط الدعوى المقدمة ضده وكنت واثقا من هذا ولكم العودة لنافذة سابقة وقلت أن الرد سيأتي باللازمة التالية والشهيرة «لعدم كفاية الأدلة أو عدم الإختصاص».
كان هذا صك براءة بسند قانوني أحال لقجع والناصيري على هيأة أخرى للرد على ادعاءات رئيس الرجاء، وهنا سقط لقجع في خطا كبير وكبير جدا يوم خرجت لجنة الأخلاقيات ببلاغ واضح لا غبار عليه كما يقول الحكم الزياني، بإعلان كونها ليست صاحبة اختصاص في تقليم أظافر بودريقة ويستحيل عليها لو برأ القضاء ورفض الدعاوي المسجلة ضده أن تعود في فترة أخرى لتعاقبه وهنا لن يكون لها أي مبرر طالما كشفت عن كونها غير معنية بالأمر.
صكا البراءة الثاني والثالث تمثلا في تناقض مرافعة حدقة مع قرار لجنة البوعناني، حدقة برأ كورار وصنفه ضمن خانة كولينا وبقية صفوة قضاة العالم ورغم يقيننا كون حدقة كان يجامل حتى لا أقول يكذب، والدليل هو عدم إسناد أي مباراة لكورار بعد مهزلة مباراة الوداد ووجدة، لتأتي لجنة البوعناني وتعيد ترتيب «صولد» البطاقات الحمراء التي أخرجها كورار وتسحبها للاعبين وهو ما أنصف بودريقة الذي عاب حالات الطرد التي حدثت بالجملة في تلك المباراة.
وصك البراءة الثالث يمنحه الوداد ونتائج الوداد الكارثية لبودريقة بالتهاوي في الديربي وبعده بأسبوع في مباراة الفتح، وبودريقة كان صريحا وقال أن الوداد لا يحمل «بروفايل» البطل، ولحظه أن نتائج غريمه لم تجعل من كلامه لغوا كما خمن البعض وإنما بركة فقيه وحكمة بوهيمي..
يضرب اللاعبون ويتابع العالم حقيقة تمردهم، لكن بين الحقيقة وواقع اعترافات اللاعبين بنيابة الراقي وأولحاج وكونهم يعيشون حياة البذخ ولم يضربوا ولم يقاطعوا تمرينا، لما للرجل من قوة وسحر كبيرين في تغيير كل شيء في لمح البصر، ويشكو الطوسي والخياطي عجزين مزمنين ليخرجا على القوم ويخبرا الجميع أن راتب 4 أشهر معطل ولم يجد طريقه لحسابهما.
بودريقة مفرد بصيغة الجمع، قادر بقدرة قادر على نفي خبر وتكذيب واقعة شاهدها الجميع لأنه باختصار يملك مفاتيح دفع معارضيه ولاعبيه ومؤطريه للشهادة وبأي طريقة وتكذيب أنفسهم ليصدق بودريقة، وقادر على قصف غريمه الناصيري ليفقده كل توازن ممكن وينتصر عليه فيتلاشى الوداد ويضمحل .. وهذا لا يقدر عليه من هم بصورة الإنس..
.. قبل فترة من الآن كتبت عن طوشاك وقلت أن هذا الرجل هو نسخة غير أصلية للعملاق الذي تعرفت عليه بريال مدريد، وليس هو ذلك المدرب الخمسيني ومن حل بالمغرب هو شبح لذلك المدرب العملاق، وعززت طرحي بقناعات وتبريرات منها خروج ودخول هذا الغالي (غالي الثمن والجنسية) في الموضوع بغرابة من خلال ما يعتمده من تشكيلات وتغييرات بالجملة من مباراة لأخرى ولشهادة لاعبين أصدقهم القول أكدوا لي بالحرف أن السير طوشاك «غير كيتشمس» فالتداريب ولا يأتيهم بجديد.
لن أعود لما كتبت وعنونته يومها بـ «هرطقات طوشاك» لكن ما حدث يومها هو كوني تعرضت لقصف مبرح وممنهج من بعض المحسوبين على جماهير الوداد وتعرضت لتهديدات كثيرة وبلغ الأمر حدا من السفالة والصفاقة التي نزهت عنها الوداديين الأحرار وعدت لاحقا لأتحدث مباشرة إليهم ومنهم كثيرون تعاطفوا معي.
اليوم وصلتني رسائل من جماهير ودادية كانت قد صبت جام غصبها على هذا العبد الضعيف ودعتني لانتقاد طوشاك، لكني لا أكتب تحت الطلب وما أدونه في هذه الخانة تحديدا هي قناعات تلزمني وألزمها.
لكن ما حدث مؤخرا ونشاز أداء الوداد ومستوى الفريق الهابط وفلسفة هذا المدرب الذي يخالنا أمة جاهلة في الكرة علما أن المغرب يتفوق على بلده في العراقة والسجل والتاريخ، جعلني أخلص لقناعة ثابتة كون «طوشاك» هذا مجرد إشاعة؟؟