كم كان سيكون رائعا لو فكر أحدهم في تخصيص أمسيات أنس رمضانية ببرامج حوارية تذكرنا بالزمن الجميل وتشدنا لأوقات السحر، وكان سيكون أروع لو استضاف أحدهم السيد أوزين وقبل سؤاله ومحاورته يلتمس صدقه في القول ونحن في حضرة شهر المغفرة ليطلب شهادة صادقة منه بخصوص موضوع حير المغاربة في طراوته وسيحيرهم أكثر بعد مرور عديد السنوات، لمعرفة الحقيقة المغيبة بفعل أكثر من فاعل يوم رفعنا اليد عن احتضان الكان.
اليوم والعالم يشاهد فرنسا وقد تحدت كل عوامل القلق والرعب، من إرهاب وتهديدات بالتفجير ومن أمراض ومد الشغب الجارف واجتياح كافة أشكال البشر المهووس بالعنف لأراضيها، والإضرابات وتهديدات المنجميين والعمال والطرامواي، وحتى ما له صلة بالطبيعة وغضبها والفياضانات التي اجتاحت البلاد، لا يسعه إلا أن يقف وقفة تقدير واحترام لمؤسسة الدولة الفرنسية التي نجحت وبامتياز كبير في إنجاح اليورو جماهيريا وتنظيميا.
ماذا لو تمت دعوة أوزين لبرنامج حواري وهذه المرة متجردا من قبعة معالي الوزير، وبصفة الإنسان قبل المواطن ودعوته في كرسي اعتراف يليق بطهر الشهر ليخبرنا حقيقة ما جرى وسار بين شهري 9 و12 من سنة 2014، حين جمع وطوي ملف احتضان المغرب للكان بطبخات سرية تم عجنها بمسحوق «إيبولا».
كان سيحسب للتاريخ وللسيد أوزين  الذي طالما هاجم الطابور الخامس، لو يحل في بلاطو ضامن لكل مقومات النجاح ليحدثنا عن السبب الحقيقي لحجب الكان عن ملاعبنا المغربية ولربما علينا انتظار عقود طويلة كي نجلب هذه التظاهرة التي يستحيل حلولها بالملاعب المغربية ما دام في عرق عيسى حياتو نبض وحراك.
الطريقة التي تصدت بها فرنسا لتهديدات داعش وفي حضرتها 24 منتخبا وهو ما يفوق من يشاركون بالكان وبحضور أكثر من 550 ألف زائر وهو ما لم يكن واردا ولا محتملا حضورهم بيننا، والطريقة التي قاومت بها فرنسا تهديدات خارجية واستعانت على إثرها بسواعد رجالها وأمنها ليمر اليورو هادئا وناعما، أعادت فتح موضوع «إيبولا» الذي لم يقنع بعض ممن لهم يحسبون الأمور بحسابها ويزنوها بالكيل والميزان الصحيح.
صحيح رحل أوزين ورحيله كان بسبب ما تداعى من كراطة وسطل المجمع الأميري بالرباط وليس بسبب مقاربة تدبير ملف الكان ولو أعيد تعميق البحث في تجليات تنازل المغرب عن شرف احتضان هذه الكأس القارية، لكان هناك قرار أعمق وأقوى من قرار الإعفاء.
كان من اللائق على من يقيمون موائد بوقية ببلاطوهات التفاهة وفي القنوات النائمة التي تتفنن في الإعادات، لو استدعت أوزين وحاصرته ولو بعد مرور سنة ونصف على حدث رفع اليد عن تنظيم الكان، عن أسبابه الحقيقية وليس كما الترويج لها باسم إيبولا وحملها على الطابع السيادي.
تذكروا جيدا هذا القول، سيأتي يوم ينكشف فيه المستور، سيصحو فيه الضمير وستظهر براءة إيبولا وسيتوصل الكثيرون لمصيبة أن ما حجب الكان عن سماء المغرب كان فيروس أكبر من فيروس إيبولا، فيروس طلبات العروض وفيروس المصالح و فيروس لا يعلم تفاصيله الأستاذ الوردي ولا منظمة الصحة العالمية.