جميل جدا أن تعلن الجامعة بلسان العصبة الإحترافية حربها على المنتفعين وعلى المستفيدين من خلال فرض الضرائب على الدخل، والتي تقرر أن تنطلق من الموسم الكروي المقبل، فلا يعقل أن يدفع المواطن العادي والبسيط الذي لا يتجاوز راتبه مليون سنتيم هذه الضريبة ويفلت منها لاعب يتقاضى ضعف ما يتقاضاه بنكيران رئيس الحكومة.
الناصيري ولقجع إجتمعا على تفعيل ما كان الفهري وأوزين سباقان لاقتراحه قبل أن يدخل ماندوزا وهيأة اللاعبين على الخط ويلتمسا ظروف التخفيف والتأخير، ليتأجل الإقتطاع حتى يومنا هذا.
في كل بطولات العالم المنضوية تحت لواء الإحتراف من الهند حتى السند، يتم اقتطاع نسب مالية من عمولات العقود والتوقيعات واليوم العالم يتابع وباهتمام كيف تتم بهدلة ليونيل ميسي لا لشيء سوى لكون الأخير ظل يتبرم ويتهرب من أداء مستحقات الدولة.
ميسي الذي ربح بالليغا وحدها طوال المواسم التي قضاها ببرشلونة ما يربو على 120 مليار سنتيم دون احتساب عائدات العقود الإشهارية وباقي التوابل الأخرى المرتبطة بترويج الصورة وتسويق الإسم، أساء لنفسه كثيرا في هذه المعادلة وكان يجد إسمه كماركة مسجلة وكقيمة كروية كبيرة أن ينأى بنفسه عن كل السجالات العقيمة وأن يدفع 5 مليون دولار التي تطالب بها الضرائب الإسبانية ولو كان قد عرض على شركة أو مستشهر أداء هذه القيمة المالية المتأخرة  مقابل حمل إسمها أو علامتها التجارية لوجد بدل المحتضن 10، إلا أنه في نهاية المطاف أصر على حصر نفسه في هذه الدائرة الضيقة وهو يرغم كل مرة على الإستجابة لاستدعاء المحكمة والعون القضائي والإساءة لحقت حتى والده الذي تبنى مجده الكروي.
كل المعطيات تقول إلى أننا سنشاهد مستقبلا هنا بالمغرب وقائع مماثلة لما عاشه ميسي، تذكروا جيدا هذا، فالوقائع ستحمل لنا صورا للاعبين سيغنمون الكثيرون وسيحاولون التهرب من الدفع لكونهم تعودوا على الأخذ ولم تحضر في ثقافتهم مسألة إسمها أداء حقوق الدولة.
لا يتصور لاعب من لاعبي البطولة أن الدولة ستقتسم معهم كعكة صفقة من الصفقات بمقدار النصف، لا يرى لاعبونا الذي كانوا لغاية أمس قريب  يحلمون بـ 100 مليون سنتيم وصاروا اليوم يوقعون بـ 400 مليون سنتيم للموسم الواحد، على أنهم سيكونون بداية من الموسم القادم مجبرون رفقة شناقيهم على دفع 40 بالمائة من إجمالي هذه الصفقة لحساب خزينة الدولة.
ما ترسخ في ذاكرة لاعبي البطولة والمدربين هو كون مال الفرق هو مال سايب، ولا يعلمون شيئا عن دعم الدولة ومؤسسات الدولة عبر شركاتها التي تحتضن الفرق والبطولة، وبالتالي عليهم أن يردوا بالشمال ما تتوصلوا به يمينهم حين يوقعون على هذه الصفقات المثيرة.
ما أقرته العصبة الإحترافية ودعمه لقجع بفرض الضرائب على لاعبي ومدربي الفرق الذين يتحصلون سنويا على أكثر من 60 مليون سنتيم، عليه أن يكون مرافقا بتوعية كبيرة تشمل اللاعب والمسير، وخاصة وكيل أعمال اللاعب كي لا يغرق الجميع في بحر ظلمات لا قرار له تحت مسمى «النوار».
هذه هي البداية المثالية لتخليق الممارسة وترسيخ مبادئ وقيم اللعب النظيف التي وضعت أولى دعاماتها الفيفا، ولو ننجح في ترسيخ هذه الثقافة صدقوني سيحدث متغير كبير وجوهري على مستوى القيم المالية للصفقات، فالفريق الذي سيدفع سيراجع نفسه كثيرا والذي سيأخذ سيراجع نفسه أكثر وسننتهي من كل المضاربات الرخيصة التي أساءت للمركاطو وحولته لمرحاضو نتن فيه الكثير من التجاوزات والخروج عن النص.