نعود و العود ليس أحمد لما يجري و يدور داخل فريق الرجاء و استمرارا لقفشات الرئيس سعيد حسبان و الذي يجدر به أن يكون أسعد الناس، كيف لا وبودريقة منحه أجمل وأروع « بونيس» دعائي قبل انتخابات أكتوبر القادم.
كم كان سيدفع حسبان للدعاية لنفسه ليتعرف عليه المغاربة أجمعين ،وهو من كان معروفا بالقريعة و ماجاورها فقط،ألا يقولون في السياسة أن أفضل حملة و دعاية هي الدعاية الكاذبة؟ و ما يفعله حسبان كل يوم حين يحكي حكاية ويعود لينفيها و ينساها بالندوة الثانية ينطبق على هذه الدعاية؟
ألا يجدر بوزارة الداخلية أن تتدخل ليس لمنع الترات الرجاء التي ترفع هذه الأيام « باسطا» جديدة بوجه حسبان و إنما ليصدر قرار بمنع حسبان من المرور اليومي و المتكرر بالتلفزيون الذي يخضع لدعم المال العام لأنه تجاوز فترة الدعاية المسموح بها لسنبلة ارتبطت بالكراطة و الشوكولاطة و الزبالة و حاليا بالإفلاس؟
مخطئ إذن من يعتقد أن حسبان لا يرف له جفن و لا ينام من وقع ما تعيشه الرجاء،و لو استحضرتم شباطيات حميد رفقة المغرب الفاسي و كثير من هرطقات الصراع مع بناني و التراشق الذي بلغ حدا من التفاهة في كثير من المناسبات، لأيقنتم أن السياسي « كاري حنكو» و « غير داوي» و لا يضره شيء في أن يكذب لأن هذا الكذب هو من يقودهم لمراكمة الثروات و النوم في غرفة البرلمان سنوات طويلة مؤدى عنها.
المصيبة في واقع أزمة الرجاء الحالية أنها رهينة بيد السياسي،و السياسي بطبعه لا يرحم ،خاصة إذا كان صاحب وزن ثقيل كبده أغلظ من كبد الإبل.لذلك من يراهن على أن ينام حسبان ذات ليلة و يستيقظ على صحوة ضمير يخبره أنه الرجل الخطأ في المكان الصحيح، ليرحل سالما مهادنا فإنهم بكل تأكيد ممن يصدق عليهم من يصدقون الوهم.
كرسي الرجاء ليس من نوع» طيفال» لذلك حسبان سيلتصق به و سيرنو إليه و سيظل به لغاية انجلاء الغمامة و إن لم تنجل الغمامة فليذهب صوت شعبها للجحيم،و لكم أن تدلونا على سياسي عربي أو غير عربي رفع الجمهور بوجهه ارحل و رحل.
سيواصل حسبان لغاية مرور الإنتخابات أو اقترابها و في أخف الأضرار حين يشعر أنه قام بالحملة كما ينبغي له أن يقوم بها، لذلك لا يتردد رئيس الرجاء في التقاط الصور بابتسامة عريضة مع المعد البدني و المدير التقني ،و مع لاعبين صولد درجة رابعة،لانه يراهن على الشعبوية التي من خلالها سيطرق أبواب المقترعين و الناخبين ذات يوم من أيام أكتوبر ليخبرهم أنه هو من كان يظهر في صور الجرائد و في التلفزيون و في الندوات وهو من كان يجلب اللاعبين للرجاء.
قدر الرجاء أن توضع رقبته بين أيدي مسيرين من طينة حسبان و من مر قبل حسبان،و قدر هذه الرجاء أن تكون قبل سنتين عالمية وشح لاعبوها من السدة العالية بالله و نالوا الهدايا والإكراميات جزاء على إنجازهم الرائع و أن تصبح اليوم عالمية الفضائح و النكبات و السخرية.
ما يقوم به حسبان اليوم في حق الرجاء هو حكم بالإعدام البطيء على الفريق، فلا اللاعبون حضروا و لا من وصفهم بالخونة لبوا نداءه و لا الجماهير انطلت عليها حيل البكائيات و الطلليات و لا الإعلام تعاطف معه، ومع ذلك الرجل صامد و مصر على الصمود وعدم القفز من السفينة كما  قال.
فإذا كان البعض قد وجدوا في كتاب بودريقة الأخضر الذي حمله معه للرجاء الكثير من القواسم المشتركة مع كتاب العقيد القدافي، فإن خرجات حسبان الحالية فيها من ملامح باب العزيزية الكثير من التشابه أيضا، كيف لا و الرئيس طلع على الإعلام في الندوة الصحفية بالعبارة» الشهيرة إلى الآمام لا تراحع ، رافضا التنحي.وهو ما أثار موجة سخرية عارمة داخل أوساط العالم الأزرق.
حسبان إذن سيواصل حملته ليطل علينا بندوة ثالثة و رابعة و عاشرة، طالما أنه يحضر لتمرير برامجه بالمجان باسم السياسي الذي يرتدي قبعة رئيس نادي..