لسنا في محاكمة للناخب الوطني ولا في جلسة استنطاق ولا حتى نحن مؤهلون لفعل ذلك، لكن هناك مثل إسباني حيث يروضون الثيران ويعشقون «الكوريدا» يقول: «يربط الثور من قرنه والرجل من لسانه»، ونحن لخصناها في منطوقنا الدارج بالقول: «الراجل هو الكلمة».
رونار كذب أو اقترب من فعل ذلك، وإن لم يكن كذلك فعلى الأقل حاول تعويم كلامه وحمله على مقولة «اللسان ما فيه عظم»، حين بدا في الندوة الصحفية التي سبقت مباراة المغرب وساوطومي واثقا من نفسه وراميا باللوم على من لم يفهم مقصده ولا كلامه وكأننا لا نفهم لغة موليير التي أكد من خلالها وبلسانه وهو في حضرة زميلنا سفيان الراشيدي في أول خرجة إعلامية له بعد تعيينه ناخبا أنه لا ولن يهتم بلاعب واحد يحل ببطولات الخليج.
أعدت في «يوتوب» ولكم أن تفعلوا الأمر نفسه قراءة تصريح رونار وحاصرته بترجمة التصرف التي لا تزيد ولا تنقص ولا تغير منطوقا، وبلغت ما بلغه غيري من الزملاء كون رونار يحمل موقفا حادا وصارما من لاعبي الخليج وقال بالحرفك «لا يمكن أن أهتم بلاعب يمارس مثلا في بطولة قطرية تفتقر للإيقاع وللحماس، لكون مباريات هذه البطولة تشبه اللقاءات الودية الباردة».
وعاد رونار ليستدل يومها بنموذج لاعب لم يدربه ولا هو قاد منتخب بلاده كي يتوصل لحقيقة إن كان مستواه قد نزل أم لا، وهو الغاني جيان أساموا: «لكم أن تتابعوا جيان أساموا لما حل بالإمارات لأنه لم يعد اللاعب نفسه الذي لعب لسندرلاند الأنجليزي»، ومعلوم أن جيان كان قد انتقل لفريق إماراتي كبير يقام له ويقعد وهو نادي العين.
لن نخوض في عمق التفاصيل، حيث يستوطن الشيطان، ولم ندقق في الجزئيات التافهة ونوجه اللوم لرونار وهو يمهد ويفرش كما توقعت بل كما جزمت ذات فترة كونه لن يقدر على تجاهل عيارات ثقيلة سارت باتجاه احتراف خليجي يمقته ويرفضه، وهو من ظل حريصا على التواصل مع العرابي قبل ترك غرناطة كي يلعب لأودينيزي لا لنادي لخويا.
لن نحرج رونار بإعادة الذكر والتذكير التي تنفع على كل حال، بل لن نمعن في إحراجه بأن يظل عند كلمته وأن يصر عليها بتجاهل لاعبي الخليج ومن بينهم العرابي وبوصوفة المفضلان لديه، بقدر ما يهمني لو كان رونار فاضلا واعترف بالخطأ الذي يقول المثل أن الإعتراف به فضيلة على كل حال، وكونه مكره لا بطل في استدعاء لاعبين مهمين بالنسبة له حتى لو إلتحقا بالثلث الخالي.
يهمنا أن لا يستبلدنا رونار، ولو حدث الأمر نفسه الذي حدث بالندوة الصحفية التي برر فيها خطواته الإستباقية باستدعاء العرابي وبوصوفة، ببلد آخر صحافته «الطابل ويدية» تتحين مثل أنصاف الفرص هاته للإنقضاض على فريستها، لتعيد له مقاطع من حواره مع الراشيدي التي تتناقض في الجملة والتفصيل يوم الندوة حين رمى بالكرة لمعتركنا وأنا واحد منهم كوننا لم نفهم ما قاله.
لو اعتذر رونار وقال أنه يحتاج في الفترة المقبلة للعرابي وبوصوفة وبرادة وياجور وكل من يلمع بالخليج أو أي بطولة أخرى بغض النظر عن الإنتماء والرقعة، لكان قد ربح أشياء كثيرة وعديدة منها ثقة من يتعاطون معه أو يحاورونه.
لا عليك رونار.. نحن قبيلة إعلامية وشعب طيب نصدق كل شيء ونتجاوز على أي شيء، وقبلك بل وحواليك عديدون وعدوا وما أوفوا بوعد، ولا أحد حاسبهم، ونحن ننسى بسرعة وقريبا سينسى من بذاكرته خرم وثقب أنك انتقدت ذات يوم لاعبي الخليج أو بطولة خليجية، ولا أحد سيتذكر أن تصريحاتك أغضبت يومها أشقاءنا في قطر الذين تحركوا للرد قبل أن يثنيهم البعض عن الإتعاض عن ذلك.
لا عليك رونار.. بالفعل نحن من فهمك خطأ، ولم نستوعب ما قصدته يومها وأنت المحق في كل شيء لغاية ظهور العكس، ولو أنه أخبرنا منذ سالف العصر أنه ما اجتمعت أمة على  ضلالة أو خطأ، فكيف نكون قد اجتمعنا كلنا على فهمك بطريق الخطأ.
لذلك رجاء إقبل اعتذارنا على نيتنا السيئة، ولو تحقق الثالثة بالغابون وتعبر بنا لموسكو مستعدون جميعنا لأن نصفك بالقديس ونحن الشياطين الذين حاولوا غوايتك؟