مؤكد أن أمثاله يعيشون في كوكب لا يصلهم فيه صدانا المبحوح ولا يبالون في أبراجهم العاجية إن بكت الحمامة أم غنت على فرع غصنها المياد كما قال أبو تمام، لكن من حين لآخر يجدر بنا الوقوف عند تصرفاتهم ولو من باب الفضول الذي لا يغير حالا ولا منكرا.
بيب غوارديولا أو الفيلسوف كما نطقه تعريف بعض من عشاق الكرة وهو الوصف الذي راق كثيرا هذا الإسباني ولو أنه يفضل أن ينادي بالكاطالوني، ليزيد في العلم حبة وحبتين على رأي ظرفاء مصر.
قد لا يعجب قولي ولا حتى تحليلي هذا عشاق هذا المدرب فيروا فيه هرطقة وآخرون قد يكونون أحد وأشرس ليصفوه بالخوار، بعد أن أثر فيهم فكر هذا المدرب بفعل ديماغوجية الإعلام دون أن يغوصوا في النصف الفارغ من الكوكب ليحللوا شخصية جوسيب ويعيدوا تشريح حضوره لاعبا ومدربا.
وجدتني هذه المرة متعاطفا مع حالة اللاعب يايا توري والذي قرر وضع البيضة فالطاس مع صديقنا غوارديولا «قاطع الأرزاق» والذي تتملكه عقد غريبة وأناة طاغية وعنصرية مقيتة وجنون عظمة فارغ يفجره ويكشف نقابه متى سنحت أمامه أنصاف الفرص لتطبيق ذلك.
يايا توري إفريقي، بل هو أفضل الأفارقة خلال آخر 6 سنوات بسيطرة مجسدة على مستوى الوشاحات الفردية لم يتجرأ عليه سوى السهم الغابوني أوباميانغ هذا الموسم.
ولأنه إفريقي وانتصار لمشترك الجذور أحس به وكأنه مغربي ينبغي نصرته ظالما أو مظلوما مع العنصري غوارديولا، والذي طرد توري قبل 6 سنوات يوم أجمع النقاد ومن يفهمون ولا يفهمون في الكرة على أنه أفضل سقاء في عالم الكرة يومها من برشلونة ليتيح فرصة لعب كاملة لبوسكتيش، وخلال ذلك العام قدم توري ملمحا فريدا في فن الكرة توجه أغلى صفقة داخل المان سيتي وبراتب خيالي ضاعف 4 مرات ما كان يتقاضاه بالبارصا.
لم يكن توري هو ضحية فكر غوارديولا المعتوه وكأنه ملاك الكرة الذي يفهمها لوحده، علما أن تاريخه كلاعب شهد على أنه عاش في ظل راوول وهييرو وسانشيز وسيرجيو ونادال وسيرنا ولم يكن في يوم من الأيام نجما أولا للماتادور ولا حتى داخل برشلونة.
بل أن تاريخه يقدمه لنا لاعبا غير نظيف إنتهى به المطاف مشوها في فضيحة منشطات شهيرة بالكالشيو ورفقة فريق متوسط إسمه بريتشيا وهو تاريخ للتذكير بصديقنا فقط.
قبل توري طرد غوارديولا زلاطان إبراهيموفتش والذي رد عليه بكتاب وسيرة ذاتية تحداه خلالها على أن ينكر كونه كان مجرد تابع ومنفذ تعليمات ميسي، واستحضر كيف أن بيب كان يكلم أبناء الماسيا بالكاطاولونية ويتجاهل البقية ويفرد أبناء مشتل برشلونة بمعاملة تفضيلية مثيرة، وهو نفس تقييم البرازيلي دانتي الذي رحل مؤخرا عن فولسبورغ وكان غوارديولا سبب رحيله عن البايرن أياما فقط بعدما قاد دانتي هذا الفريق البافاري للتتويج بكأس العالم للأندية هنا بالمغرب أمام الرجاء وكان مسجل هدف من الهدفين.
دانتي قال بمختصر مفيد «كإنسان لا أحترمه لأنه ليس من العظام»، وانتهى كلام البرازيلي الذي هو تأكيد لعقدة تتملك هذا الإسباني من لاعبين لا يجدون لهم حظوة عنده.
قتل غوارديولا ديكو وقبله رونالدينيو وبعدهما دافيد فيا وصامويل إيطو، وبالبايرن كان هو من أشر على رحيل كروس قبل أن يضحك عليه العالم وهم يعاينون ما يفعله كروس بالريال ورحل يومها بالمجان ليعود ويخطبه اليوم رفقة السيتي بأضعاف السعر الذي رحل به.
ضحايا بيب الإسبان كثر وآخرهم لاعبان يكاد يجمع المتتبعون على أنهما كان عصب حياة السيتي، الأول هو الحارس الدولي تيم هاوارد والثاني صديقنا يايا توري.
ضحى بيب بالأول، فرحل مغبونا وفي حلقه غصة للعب بطورينو وهو من اعتقد أنه سينتهي بالمطاف بتمثال بفريق السيتزن، في وقت قرر توري طلوع الجبل وتصعيد الأمر بالبقاء على قلب غوارديولا حتى وإن كان الأخير قد رمى به خارج أسوار العصبة في تجسيد مقيت لمعاني العنصرية والحقد، لأنه لا أحد يتصور أن توري صار اليوم عالة ولا مكان له حتى بين 24 لاعبا بالسيتي؟
من يتحدثون عن سداسية البارصا، الرد هو أن هذه السداسية صنعتها منظومة وبرشلونة هو من صنع غوارديولا وليس العكس، والدليل أن لويس إنركي اليوم تحصل على خماسية وتفوق بالأرقام والتنقيط والألقاب على حقبة غوارديولا ولا أحد يصف اليوم إنريكي لا بالفيلسوف ولا أسطورة، فلماذا إذن هذه حلال على بيب وحرام على إنريكي؟
حين استشعر بيب الخطر فر من برشلونة كما يفر الجندي الجبان من المعركة، لأن مورينيو أمعن في إذلاله بانتصارات متلاحقة في الليغا والكأس والسوبر وكررها معه أكثر من مرة ولكم أن تعودوا لآخر لقاءات الكلاسيكو لتصلوا لحقيقة جبن غوارديولا الذي اختار فريقا وثق بطولة ألمانيا بإسمه ولا تمثل البوندسليغا إنجازا في سجلاته وتبهدل في 3 نسخ لعصبة الأبطال والتي غادرها دون أن يبلغ النهائي باستحضار خماسية ريال مدريد التي أذلته في مجموع المبارتين وسداسية البارصا في نفس الدور وبعدهم سيميوني وأتلتيكو.
البايرن قبل غوارديولا كان يحصد الأخضر واليابس قاريا مع يوب هاينكس، واليوم لاعبون أمثال بلال ريبيري وليفاندوفسكي يرمون الإيطالي أنشلوتي بالورد ويرشونه عطرا ومديحا ويكيلون  أسوأ الصفات لفترة الفيلسوف الشرير.
إختار غوارديولا السيتي وتذكروا هذا جيدا، بالسيتي ستنتهي أسطورة الوهم التي شيدها هذا المدرب بفيلق إعلام كاطالوني لغاية في النفس، لأنه في إنجلترا سينهش مورينيو من اليمين وكونطي من اليسار وبينهما يورغن كلوب جلد هذا العنصري.
ذات يوم حل غوارديولا بالمغرب رفقة البايرن للمشاركة بكأس العالم للأندية وكنت ممن تابعوا تصرفاته مع الإعلام والجمهور وفي النهائي في بورتوكول التتويج وخلصت لحقيقة مرض نفسي وجنون عظمة نزيف يركب هذا المدرب.
يومها تعامل بطل للعالم إسمه مارسيلو ليبي مع الجميع بأريحية وتواضع في وقت كان بيب يحاكي ما تفعله السنابل الفارغات في تماهيها الوهمي والمريض، لكل هذا أنا لست من عشاق تيكي – تاكا - كونها تعكس كلمة استحواذ، والإستحواذ سلوك مغروس بذات غوارديولا يعكسه في فكره الكروي والخططي وحتى في تعامله؟