هذا هو الواقع الذي لم تعكسه نتائج الرجاء مع انطلاقة البطولة، النسور بصحة جيدة ليس لكون الرئيس «داير خدمتو» ولا لسخاء الرئيس بالمركاطو، بل للحقيقة التي يعرفها كل رجاوي ويكتمونها كتمانا شديدا خوفا من نشر الغسيل فوق أسلاك الفضيحة.
السلام الذي يعم الرجاء حاليا ليس كون حسبان يحول نهاية كل شهر رواتب اللاعبين لحسابهم ولا هو يسدد أجورهم قبل أن يجف عرقهم بعد المباريات.
هو سلام ووئام صنعه فاخر، وربيع الهدوء مطلع الخريف بسبب حضور وحرص فاخر على كبح وفرملة لاعبيه من أن يخرجوا عن سياق تركيزهم بالملعب ليحيوا حكاية الإضراب عن اللعب والعصيان بالمعسكرات.
من تابع تعاقدات الرجاء الأخيرة فعليه أن لا يفهم وينساق خلف التغليط، لأن الكم حضر والكيف والجودة لم يحضرا.
والثلاثي الغابوني الذي اشتراه حسبان جملة، لم يكونوا مطلب فاخر الأول، إذ رفض رئيس الرجاء زيادة 20 ألف دولار، فرحل السينغالي ندووي للصفاقسي ورفض كادجي الطوغولي فرحل الأخير لبركان ورفض أداء دولارات إضافية، فلم يحضر الموهوب النيجيري بالوقت المحدد.
حسبان يستحق جائزة على حدة التقشف التي ما أتاها رئيس رجاوي قبله، وسيذكر التاريخ أنه اشترى لاعبا أجنبيا دوليا بـ 20 مليون سنتيم فقط والأمر يتعلق بالغابوني ماندرو، وهو ما لم يسبق في تاريخ الخضراء ملك صفقات الصيف والشتاء.
رئيس الرجاء قلص من رواتب المؤطرين وجمد راتب ملحقه الإعلامي لأشهر طويلة، وخفض راتب الطبيب وأعلن حالة طوارئ بحق المعسكرات والفنادق المصنفة.
دوخة الإنتخابات وذبابة البرلمان دوخت حسبان فلا هو استقر على حال، هل يكتفي برئاسة الرجاء ويزهد في النوم بالبرلمان، أم يغير لونه من السنبلة ليلحق بسرب الحمام الذي رفض تزكيته، ولما زكاه انسحب صديقنا ودائما لنفس السبب، كونه حسبها جيدا وانتهى إلى أنه مطالب بتمويل حملته بجماعة الفداء دون أن يكون ضامنا للكرسي بالقبة البرلمانية.
ولأن حسبان يضع عقربا بجيبه فإنه قرر الإنسحاب والتنحي فصار مخبولا بقراره هذا، دون أن يقيم كبير وزن لشكوى لاعبيه منهم من اقترب من رهن متاعه وآخرون يتدبرون أمورهم بالإقتراض والرهن، وهذا للأسف لم يحدث في سابق تاريخ الرجاء العالمي.
رئيس الرجاء وبسبب اندفاعه وتهور اللسان قال أن فريقه على حافة الإفلاس، وبهذا يكون قد تسبب في نفور محتضنين ورعاة وشركاء أرعبهم قول صديقنا، لأنه لا توجد شركة ولا فاعل اقتصادي يضع يده بيد مؤسسة مفلسة.
وحين وهبه الله فرصة التوقيع مع شركة منتجات كورية، طالبهم بالتسبيق شرطا لتوقيع اتفاقية الرعاية، فما كان من الكوريين إلا الفرار بجلدهم، ليس خوفا من حكاية التسبيق وإنما خوفا من التعاقد مع رئيس لا ينظر أكثر من حد أرنبة أنفه.
تعاقد الرجاء الوحيد والمميز مع الياميق موله نجل الوفي لألوان الرجاء بوعبيد بهبة 100 مليون وتعاقد لوانغولاما مولته هبة من الصويري، ولغاية اللحظة السي حسبان لم يضع يده بجيبه ليرفع المعاناة على القدامى ويحفز الجدد بعدما أغراهم بكلام الوعود المعسول قبل التوقيع.
للأسف كرة القدم المغربية تعيش أزمة مسير أكثر من باقي الإشكالات الأخرى، وهذا واقع لا يرتفع، والسي حسبان نموذج سيء لما آل إليه وضع التسيير بفرق ظلت على امتداد تاريخ طويل حافل بالمال والرجال مرجعا كبيرا ومهما واليوم تعاني في صمت.
اليوم سيحن اللاعبون والجمهور لصاحب الشكارة حتى وإن كان لا يفهم بالكرة، سيحنون للمسير الذي يعطي من ماله ويترقب إنفراج الأوضاع ليسترد باليسار ما دفعته يمينه ذات يوم.
حسبان تلف ليه «البلان» بسبب البرلمان.. هل يواصل أم يكتفي بـ 7 أيام الباكور.