يضر في الخاطر هذا الهراء الذي يحدث أمامنا في تزامن غريب ومكرر، بل يظهر مقصودا كلما شارف الموسم على إسدال ستارته بخروج شخص ما ليطعن في نظافة البطولة، في نتائج المباريات وفي أن ينصب نفسه عرافا يتكهن بالغيب ويعلن قبل الختم الرسمي أسماء المتوجين والنازلين ومن سيربح مقاعد السفر القاري.
في نفس الفترة من الموسم المنصرم أطل تلفونيا محمد بودريقة الذي قرر يومها تبني عملية انتحارية بوغازية عبر برنامج «الماتش» ليعلن زهده في الكرة والتسيير ويقلب المعطف على الرفاق، مشككا في نزاهة البطولة ومؤكدا بالدليل خدمة التحكيم أجندة الوداد ليتوج ومتبنيا طرح نزول الماص ووجدة، بعد فاصل البطاقات الملون للحكم توفيق كورار في مباراة لم يكن فريقه الرجاء طرفا فيها بين الوداد ووجدة على ملعب مراكش الكبير.
تجاهل يومها محمد بودريقة انتماءه لوقار الهيأة التي يحمل صفة النائب فيها وهي الجامعة، فجلد مكونات الكرة من عشيرة الحكام لغاية قبيلة المناديب ومصرا على رمي المنشفة واعتزال التسيير والقفز من سفينة جامعة تعطف على العصبة وعصبة تدين بالولاء للجامعة وجمع الكل في خلاط الإتهام ليخرج لنا بـ «عصير حامض» تسبب في عسر هضم لقجع والناصيري  وطالب المشتكي والمتضرر اللجوء للقضاء.
قلبت في أرشيف جريدة «المنتخب» وتوصلت لعمود نشرته في نفس الفترة من السنة المنصرمة على خلفية صرخة بودريقة، التي أسيء التعامل معها لإخراسها كي لا يتكرر، حتى وإن لجأ رئيس الجامعة والناصيري لقضاء طلبا للإنصاف والقاص العادل، وقلت أن الحكاية ستنتهي بدرهم رمزي وتعويض هزيل وسيتصالح الغريمان ولن يمر الحول قبل أن نجد لقجع والناصيري وبودريقة يتعانقون، يتآلفون لأنه من يركب أمواج السياسة فهو مؤمن أنه لا عداوة تدوم كما لا توجد صداقة أزلية.
وحذرت يومها من أن التساهل مع ما جاءت به الصرخة الليلية حتى لا أقول الهرطقة، سيحرض آخرين على التكرار، سيحفز المتشبعون بأفكاره على اقتفاء نفس الأثر وسنجد أنفسنا كل مرة من الموسم ندور في حلقة فارغة للبحث عن براءة البطولة في ظل لغو المجالس والأبواق دون أن يقتلع لسان المسيئين لها.
مرت سنة، تصالح فيها لقجع وبودريقة وتلونا بنفس اللون الحزبي، وانتهت حكاية التشكيك في نظافة المنتوج، ليطل الوجه التوأم لبودريقة وهو رشيد البوصيري في نفس التوقيت بهجوم فيسبوكي أعنف، شكك فيه ومن خلاله بنتيجة مباراة الوداد مع طنجة وفي حسم مباراة الراسينغ وبرشيد بعيدا عن الأب جيكو.
قد يقول قائل أن البوصيري مجرد متفرج عادي ولا صفة له اليوم كي يثار كل هذا الضجيج واللغط من حوالي لغوه أو حتى ادعاءاته، لكن نفس المنطق يفرض والجامعة بمعية العصبة يصرفان ملايير السنتيمات لتلميع الوجه المشروك بينها وهو وجه البطولة مطالبان بإيجاد آلية ردع ومقاربة زجر أبعد عن منصات القضاء الواقف، بعيدا عن ردهات محاكم تحكم بعدم الإختصاص ولا تعترف بالتسجيلات الصوتية والتدوينات الفيسبوكية ولا تعتد بالإفتراضي.
غير مقبول أن نرمق بطرفي العين كل هذا الخوار، مؤسف أن يصبح هذا اللغو استهلاكا إعلاميا يضرب المكاسب ويسفه قيمة منتوج ينشد الإحتراف الفعلي.
موسف أن تدوس النعال عبد اللطيف العراقي وبلحيوان وغيرهما ممن وضع المقاس على قصر قامتهما، ويفلت بالجلد البقية الباقية المحصنة بالإفتراضي وفقدان الصفة.
هي الكرة التي قلت قبل سنة أنها بمرمى الأستاذ الوردي ولجنة قيمه وبمعترك الجامعة لسن قانون وتشريع إطار يجرم من الجريمة، ينتهي بالتشطيب النهائي والأبدي على كل من سولت له نفسه اغتياب البطولة والنيل من مصداقيتها، إذ ذاك ستنقرض كل الفطريات فلا يجرؤ بعدها أحد على محاورة أو مناقشة دهماء لا تمثل إلا نفسها، وإلا سننتظر بعد كل عيد عمال خرجة مماثلة تطعن في شرف البطولة.