هل كان عبد الحق أيت العريف يحتاج في محنته لرحال ولقجع والداودي ومراد فلاح، وكل الإكتتابات السرية والمعلنة كي تنفرج أساريره ويجد لكربته متنفسا إنتهى بمعانقة هواء الحرية والتخلص من قيود عكاشة؟
هل كان لاعب بأريحية أيت العريف لكل تلك المعاناة، كي يتعلم الدرس، درس الحياة التي تعطي بيد وتأخذ بالثانية، وكي ننتبه معه نحن إلى أن الإحتراف في كرة القدم مجرد شعار عندنا طالما أن العقول لم ترتق بما يكف لصف هذا الإحتراف؟
واكبنا جميعنا ملف عبد الحق منذ بدايته لغاية اختياره منفاه الإختياري بدولة الإمارات، وانتهاء بعودته للمغرب ليناقش مصيره بشجاعة ويضع نفسه أمام الأمر الواقع الكفيل بإنهاء كل تلك الكوابيس التي أرقته.
واكبنا إفادة اللاعب ولو أنها تناقش وكيف تعرض لمقالب نصب  احتيال حولته لضحية وليس مدانا في عرف العامة والمتتبعين بخلاف القضاء الذي لا يؤمن بغير الوقائع المادية وما هو متوفر كدليل وحجة.
وأخيرا تتبعنا دخول رئيس الجامعة طرفا على الخط ومطالبا بأن يبتعد المزايدون بالقضية في بعدها الإنساني عن اللاعب، وهو كفيل رفقة ثلة من الأريحيين من ذوي النفوس الطيبة بتنفيس كربته وإنهاء مشكلته وهو ما كان في نهاية المطاف.
كان بالإمكان أن تشكل قضية أيت العريف درسا للعالم وتقدم اللاعب المغربي في صورة أخرى، غير صورة اللاعب المعتقل، بأنه تقدمه في صورة المتضامن والسخي لو أن لاعبي البطولة تآلفوا فيما بينهم وتوحدوا وقاموا بمبادرة جماعية من الوداد البطل لغاية الكاك الهابط.
ماذا كان سيضر لاعبي البطولة ولو مع معاناتهم مع رؤساء فرقهم بخصوص مستحقاتهم، لو تضامنوا كالجسد الواحد وقاموا باكتتاب جماعي ولو بـ 5000 درهم للاعب الواحد أو حتى نصفها، وما كان هنا لقجع ليتدخل ولا حتى المتبرعون من خارج الجسم الكروي وتنتهي القضية بنقطة والعودة للسطر.
16 فريقا بالبطولة 460 لاعبا بالمجموع، ولاعبون بعقود خرافية ورواتب محترمة، كان سينهي تضامنهم الجماعي مع أيت العريف الإشكال منذ لحظة حلوله بمطار الدار البيضاء ودونما حاجة للتهليلات والمزايدات التي واكبناها والتي مست اللاعب وجرحته وهو خلف أسوار السجن في كبريائه.
بهذا المنطق كنا سنؤسس لثقافة تضامن من النسل الجيد والرفيع المستوى، كنا سنقدم للعالم صورة براقة عن اللاعب المغربي، وكان لاعبو البطولة سيصدرون ويسوقون لأنفسهم صورة تنتصر لقيمهم الإنسانية طالما أن التقنية منها محل نقاش.
ما حدث مع أيت العريف قدم دليلا إضافيا إلى أن لاعبي البطولة آمنوا أنهم وحدهم ومن بعدهم الطوفان لأن حجم تبرعهم لم يرتق لما كان مؤملا وقلة قليلة منهم من اتخذت المبادرة وبادرت للتخفيف من وطأة ديون اللاعب.
هي صفحة وطويت لكنها كشفت عن نوع من التنكر والجحود الملازم لطباع وعلاقة لاعبي البطولة فيما بينهم، فما إن اشتكى أيت العريف فلا أحد من لاعبي البطولة تداعى بالسهر والحمى.