مهما تحايلنا عليها إلا أنها الحقيقة الماثلة للعين المجردة والتي لا تحتاج لمكبر صورة ولا لمن يتعصب ضدها، ومن يقول العكس فهو مأخوذ بشوفينية المنطقة.
كيف لا تكون الكرة بالدار البيضاء ومن عاين الطوفان البشري لجماهير الرجاء التي حضرت مباراة الحسنية وفي يوم الإثنين وليس «ويكاند» تقليدي ونصف الحضور الآخر ظل خارج أسوار المركب، قلت من حضر هاله المشهد وقد غزا الجراد المكانة وباقي الفضاءات وفرض على المدرجات أن تكتسي بلون الربيع في عز الخريف؟
كيف لا تكون الكرة هي الدار البيضاء والمركب الأسطوري قد تحول مع الوداد في ليلة القبض على العاصميين الجزائريين لحقل أقحوان أحمر، قاني اللون تفوق حتى الذين تصنعه جماهير الليفر بالأنفيلد وتجاوز لوحات الترات الأهلي ببرج العرب والقاهرة وباقي الجماهير التي تتلون بنفس اللون عبر العالم؟
بعد كل الذي شاهدناه بأم العين يستحيل تصور أن تلعب الرجاء والوداد بعيدا عن حضنهما الأسطوري، يستحيل قبول فكرة نفيهما مجددا بعيدا مهما تعددت الأعذار ولتذهب كازا إيفنت وحوارييها لحيث تريد، وتترك الجمهورين الرجاوي والودادي يقتنيان التذكرة بطريقتهما التقليدية المعروفة بعيدا عن كل بروتوكولات العذاب.
إن كان العشب هو السبب فهذه كذبة كبيرة لأن عشب المركب حاليا هو الأفضل بالمغرب وفي حلة لائقة تتفوق على ملعبي مراكش وأكادير آخر ما جاد به الصنع.
أما إن كانت الإنارة ذريعة للغلق فهذا أمر مردود على أصحاب الفكرة، لأن التطور الحالي يتيح تثبيت أعمدة الإنارة والملعب فاتح لأحضانه كما أن اقتلاع أعمدة أخرى لا يفسد لود فتحه قضية.
الغلق إن تأكد فسيكون لسبب غامض آخر، وهو أن هذا المد البشري لجماهير الغريمين إنما يقلق البعض ويتخفيان خلف الأعذار الواهية لإجهاضه، أو أن هناك من لا تروقه الإحتفالية ومغرم بالمباريات المنكوبة للناديين في منفى مراكش وأكادير بعيدا عن الأنصار.
أتركوا الكرة في الدار البيضاء لان تاريخ الكرة المغربية يؤكد على أنه كلما نشطت الكرة في» كازا» إلا و انعكس ذلك بالخير على باقي المنتوج وخاصة المنتخب الوطني.
أتركوا لجماهير الرجاء حق وصالها مع النادي بعد قطيعة طويلة وحافظوا للمدرجات على دفئها الذي جعل الكثيرين في المقاهي يشيحون ولأول مرة على متابعة مباريات البارصا والريال لصالح مباريات الوداد والرجاء.
أتركوا لجماهير الوداد حق ممارسة صولاتها في الفضاء الجنوبي الذي تعشقه لأنه حين تسافر نفس الفصائل مع فريقها في ملاعب مختلفة، لا تظهر بنفس التوهج وتصبح مثل الذي يتنكر في حفلة تنكرية تفقده ملامحه الحقيقية.
بيضاوة تعودوا على الرواج، على اقتناء تذاكرهم بالفطرة على أن يقتنوها من كبريات المحلات التجارية بالدار البيضاء ومن المقاهي وحتى الباعة البسطاء بالدكاكين، فلا تقيدوهم بهذه الشركة التي عقدت الأمور أكثر من حلها وخبلت الخيط أكثر من تسريحه.
أتركوا مركب محمد الخامس مفتوحا ففيه ومعه المنتوج يسوق بالصورة الصحيحة، والصحافة الأجنبية تحضر لتعاين كل هذه الفتوحات وسيكون أكبر سفير لترويج ملف المغرب المونديالي و بصفر درهم.
رجاء لا تمارسوا الحظر على كل هذه الفرجة المعلنة و مبكرا،لا تغتالوا هذا التنافس الشيق بين جماهير الغريمين ومبارزتهما على ربح رهان الأفضل باسم العشب البريئ وأعمدة الإنارة التي هي حق يراد به باطل.
الرجاء والوداد في حضن المركب الأسطوري يظهران في صورة الأصل ونفيهما بعيدا عن كازا يجعلهما مجرد تقليد، فافهموها لوحدكم؟