يبدو أن صديقنا الفرنسي هيرفي رونار وزبانيته النشيطة، جادون في مسعى الترويج والبروباغندا التي تبشرنا بقدومه الوشيك وكونه يملك مفاتيح الـمونديال بيده اليمنى واللقب القاري باليد اليسرى، ويكفي أن يوقع عقده مع الجامعة ليحدث الثورة الـموعودة وينقل كرتنا العليلة للجنة المفقودة.
صديقنا رونار المتزوج بجزائرية والذي يلقب بفرنسا بــ «موسيو برونزاج» من كثرة ما تستهويه صالات الصونا والتدليك والبرونزاج وتغيير لون البشرة، إختار «تايمينغ» غير مناسب هذه الـمرة لتقديم وصلة إشهاره، لذلك سينقلب السحر على الساحر، وسيخسر رونار ومن يدور في نفس الفلك رهان الـمصداقية والشعبية وحتى من تعاطفوا مع قدومه ذات مرة سيمسخونه..
قبل سنوات أخبرني الزميل بدري الـمتواجد حاليا برواندا رفقة جهاز «الكاف» ولجانها الإعلامية الساهرة على (الشان)، أن رونار هذا أخبره أنه مستعد للقدوم للمغرب على قدميه لو يخبرونه أنه سيدرب الـمغرب.
وقال له فيما قال أيضا ثناء وإطراء على الـمنتخب الـمغربي ما يقوله الـمدربون الـمتربصون بزملاء الـمهنة ورفاق الدرب عندنا لرئيس الفريق: «عندكوم فرقة زوينة خاصها غير مدرب»؟
رونار حضر أيضا ذات يوم أيضا مدربا لـمنتخب زامبيا لخوض مباراة ودية خسرها بالدار البيضاء بثلاثية قبل أن يعود ويتوج باللقب القاري رفقة نفس الـمنتخب، وقال لزميل إعلامي «مستعد لتدريب منتخب الـمغرب بنصف راتب آخر مدرب مر من عندكم..».
وعبد ربه كان قد اتصل برونار ذات يوم وهو على عهدة فريق سوشو الفرنسي قبل أن يغرق له السفينة بالليغ 1 ويرسله للقسم الثاني، وقال لي بالحرف يوم كان اسمه مدرجا ضمن خانة مرشحين للقيادة قبل قدوم الطوسي «لا أحد يستطيع أن يدير ظهره لـمنتخبكم شريطة أن أتوصل بعرض رسمي وهو أمر يغريني بالفعل».. وسبق وأن نشرنا مقتطفاً من هذه التصريحات في حينها.
اليوم السيد رونار يطل علينا كل يوم وعبر منابر مختلفة ويرمي وعوده جزافا ويتحدث وكأنه من بين الـمرشحين الفعليين أو أنه جرت مفاوضته ومفاتحته في الـموضوع بالفعل، وقبله فعلها شيفر بتسخير صحافة بلده في الـموضوع.
الجامعة ليست ملزمة بالرد والنفي كل مرة نطالع فيها أخبار تضعها في صورة المفاوض لمدرب مفترض لتدريب الـمنتخب الوطني، لكن الوضع مختلف هذه الـمرة ويفرض عليها أن تتدخل بل وأن تخرج من جحرها لتوضح الأمور.
فليس من الـمعقول ولا من الـمنطق في شيء أن يخرج من يخبرنا أو يسرب لنا معلومة تتعلق بمفاوضة وجوه جامعية لفلان من فرنسا وشيفر من ألـمانيا وجس نبض حضورهم ومطالبهم الـمالية في حال أخفق الزاكي في الرأس الأخضر، دون أن تكلف الجامعة نفسها عناء توضيح الواضحات كي لا تتحول لمفضحات.
خرج الزاكي وقال ببنط عريض أنه يتعرض لـمؤامرة مكشوفة فلا هو نفى التصريح ولا الجامعة ساءلته عن طبيعة الـمؤامرة ولو أنه بلغني بشكل أو بآخر ممن كان جالسا رفقة الزاكي في حضرة رئيس الجامعة أن السيد لقجع قال له بالحرف: «عليك أن تحدد لنا من يتآمر عليك وكيف يتم ذلك»؟
اليوم الوضع كما قلت مختلف، فليس من الوجاهة في شيء ولا الحكمة أن يصل لاعبينا الـمحترفين بأوروبا ما يفيد بأن الزاكي راحل عن العرين وهو أمر في غاية الخطورة لكونه كفيل بحجب الثقة بين الناخب الوطني ولاعبيه.
على الجامعة أن تستفيد من درس تشيلسي وكيف رفع اللاعبون أقدامهم لـمجرد تخمينهم برحيل وشيك لـمورينيو وكونه لن يواصل معهم والـمحصلة كانت كارثية بكل الـمقاييس.
من حق الجامعة أن تتوقع الأسوأ، من حقها أيضا أن تقرأ فنجان المرحلة وإن كان الأسود سيسقطون في امتحاني الرأس الأخضر لتحضر «البلان - بي» أو الخطة باء الإستباقية قبل وقوع البلاء وتضع خليفة الزاكي في درجها، لـكن سياق تسريب مثل هذه الأخبار والناخب الوطني موفق في مسعاه وناجح في أهدافه فهذا أمر مرفوض في الشكل والـمضمون ولا يمكن قبوله.
يفترض الآن ونحن نقترب من مباراتين على قدر كبير من الحساسية والأهمية أن تبادر الجامعة للتعبئة وأن لا يكتفي رئيسها بطمأنة الزاكي باتصالات سرية بينهما، لأن هناك طرفا ثالثا في معادلة الحضور والإهتمام وهو الجمهور المغربي والرأي العام الذي يحق له معرفة ما الذي يدور في فلك منتخبه الوطني وأن لا يظل لعبة ولا أسيرا في شراك الشائعات.
يجدر بالجامعة ان تظهر لنا الخيط الأبيض من الأسود لحقيقة ما يجري بالفعل كي نستبين الأمور من فم أصحابها حتى يتحمل كل واحد مسؤولياته في هذا السياق..
أما صديقنا رونار فعليه أن يدرك أنه للبيوت حرمات تلزمه بالدخول من الباب لا أن يطل علينا كل مرة من النافذة ليعلن زهده في الـمال لأجل سواد عيوننا لأننا في نهاية الـمطاف لن نصدقه بعد أن عضنا لومير وغيرتس قبله..