هنيئا لنا بالثعلب مرة أخرى، نعم الثعلب رونار طالما أنه قبل التسمية والوصف وقال أنه لا يجد حرجا في المناداة عليه بماكر الغابة صديقنا الثعلب، وكيف لا نهنئ أنفسنا وقد أصبح لدينا مدرب بخصائص وصفات لم نألفها في العابرين قبله.
من تابع رونار وهو يحل ضيفا على الرياضية والطريقة التي كان يجيب من خلالها وحتى برودة الدم المغلفة بكثير من المكر والثقة الكبيرة التي أظهرها في إدارة دفة الحوار لصالحه، تقدم انطباعا على أننا عثرنا بالفعل على الصيد الثمين الذي كنا بصدد البحث عنه وعلى أن رئيس الجامعة توفق في العثور على المحارة النفيسة والغالية التي ظلت تنقص عرين منتخب افتقد للمروض ولعرين لم يعثر في السابق على من يدبر أموره غير التقنية، لأن التاريخ يشهد ويحدثنا على أننا ما فرطنا في المجد القاري وكوننا ما أضعنا رهاناتنا وعدنا من كل مشاركاتنا صاغرين سوى لكون الفريق الوطني افتقد لذلك المدرب صاحب الخلطات السحرية التي يبدو أن رونار أهل لها.
تحدث رونار عن كثير من الأمور وداخل كل تفصيلة نعثر في فكر الرجل على كثير من الخيوط التي قادتنا لاكتشاف من أي طينة هو هذا الماكر، فقد آظهر ربان الأسود في نفس الحوار المرونة والشدة، المكر والتلقائية ولم يتأخر ليعلن كونه صار من أهل الدار يتكلم لغتهم وينطق بنفس دارجتهم وقد مر على مقامه بيننا 40 يوما ونيف..
ربان الفريق الوطني دافع عن مبادئه، ومن جملة ما دافع عنه كونه يضع لاعبي الخليج مهما علت قامتهم ومهما كبر شأنهم، وقدم في هذا الصدد ما يعزز طرح التجاهل ويدعم موقفه باستحضار حالة الغاني أساموا جيان الذي تعرى بالكامل وفقد مقوماته بمجرد تركه إنجلترا ليلعب بالإمارات العربية المتحدة وجعل من جيان مرجعا.
رونار قال أنه طالما ظل مدربا للفريق الوطني لن يجرؤ عليه وكيل أو سمسار ولن يخترق حماه كائن محسوب على هذا الصنف، كما دافع رونار عن العرابي واستدل في دفاعه عن اللاعب الذي لا يعجب شريحة واسعة من الجمهور المغربي بلغة الأهداف والأرقام والبيانات وقال أنه من عشاق المدرسة الواقعية التي تبني تحاليلها على ما هو ملموس وليس محسوسا.
وكي يكمل رونار فصول الغزل للكرة المغربية، كان قويا ومثيرا بل حتى جريئا وهو يؤكد أن المنتخب المغربي أفضل من زامبيا بمسافة طويلة ويتفوق حتى على كوت ديفوار بطلة القارة وعلى أن ما ينقص منتخبنا الوطني يملك هو مفاتيحه.
مدرب الأسود قال أنه لم يختر مراكش حبا في لياليها الحمراء كما اعتقد كثيرون وإنما لسحر المدينة ولكونه حدس أن الوداد والرجاء سيلعبان بها ما تبقى لهم من موسم وكونه لن يدخر جهدا في التواصل مع الجمهور المغربي في كل المدن، ولأنه من الطينة التي لا تأكل الخشب ولا ممن يكذبون وكيف يفعل وهو من كشف المستور وأعلن قدومه لتدريب المنتخب المغربي قبل قرار رئيس الجامعة الرسمي، فقد كشف سر علاقته بناصر لاركيط وكيف كانا يتقابلان وكونه صديق حميم وعتيق دون أن ينتبه إلى أن المغازي من السؤال كانت بنوايا معينة ومبيتة تدعم طرح تبني لاركيط لقدوم رونار حتى والزاكي على ذمة الفريق الوطني، كما لم يجد حرجا في الدفاع عن حجي الذي اعتبره معلمة كروية فرية من نوعها تستحق المكافأة.
هكذا قدم لنا الناخب الوطني وجها ثانيا له كسب من خلاله الكثير من التقدير والإحترام، لجرأته أولا ومبادئه ثانيا وأكثر ما جذب من واكب خرجته هاته هي انتصاره لطرح التشبيب وغمزاته القوية لمدربي البطولة الإتكاليون والفاقدون لحس المبادرة والجرأة بإعدامهم لحظوظ الشبان واعتمادهم على اللاعبين الشيوخ.
هنيئا لنا مرة أخرى بهذا المدرب الذي عرف من أين تؤكل الكتف، ولو أنه صدق في كثير من الأمور، إلا هجاؤه اللاذع للكرة القطرية وبطولتها وهو من كان واقف على بابها قبل انتقاله لنادي ليل الفرنسي طمعا في مقام بدوحتها الفيحاء.