سعدت كما لو أن المنتخب المغربي أو أن ناديا مغربيا في محفل قار ي هو من توج و هو من انتصر و لم أكن أدري أن الزاكي لما حباه الله من قبول رباني سيقودنا لنصبح من مناصري بلوزداد الذي لا يربطنا به غير الخير والإحسان.
كنت قبل المباراة رفقة الصديق والأخ عبد الإله عاطف وهو أحد المقربين جدا من الزاكي، حتى لا أقول من فئة الذين ضلوا أوفياء الرجل ولم يغدروا به ولم يتلونوا بلون الحرباء خدمة لأجندة أرادت إعدام الزاكي أو لنقل المساهمة في نسيانه ووجدنا أنفسنا مشدودين لمباراة تلعب خارج الحدود وطرف بارز فيها مغربي عملاق إسمه الزاكي.
الزاكي هو الشبح، هو طائر الفينق الذي يعتقد البعض أنه يختفي ليعود منبعثا من رماده، هو الديناصور الذي إنقرض منذ زمن وعاد للظهور وهو المغربي القح الأصيل الذي أسعدنا وأحرج تبون عبد المجيد الوزير الأول الجزائري بمطلبه العفوي «السي تبون فتح الحدود».
إنتصار الزاكي وتتويجه الثالث في مشواره وهنا لا بد من التوضيح لمن يزورون التاريخ أنه للزاكي 3 ألقاب، واحد لكأس العرش رفقة الوداد والثاني للبطولة رفقة نفس الفريق وليس زيرو لقب كما يروجون عنه.
بل أن وصافته بتونس وإسعاده للمغاربة قبل 10 سنوات وقبل أن يعود رونار ليصف لنا ربع نهاية الغابون إنجازا هو بألف لقب.
الزاكي المنتصر بالجزائر ليس المدرب فحسب، وليس الرجل المجروح في كرامته، الزاكي المنتصر في الجزائر هو الإنسان وهو الدسيبلوماسي والسفير وذكرنا بما كان الراحل الحسن الثاني قد قاله للأسطورة عويطة ذات يوم «أنت بألف سفير، أنت ونوال عرفتما بالمغرب أكثر من السفراء».
إنه الزاكي ياسادة الذي إنتظر لغاية إقتراب موعد جمع الجامعة العام الذي كان فرصة سلخه من منصبه وموعدا لتجريده بالإقالة الشهيرة التي ساهم فيها مصطفى حجي والعميد وموسى سيسوكو وحيجوب وناصر لاركيط وباقي الزبانية.
إنتظر لغاية إقتراب الجامعة من عقد جمعها العام ليذكرها كما هي أعياد الميلاد أنه حي  ويرزق وما زال رزقه قائما في أرض الله الواسعة وخارج الحدود أيضا.
أراد الزاكي أن يرد التحية لماندوزا وباقي ركن الودادية التي لم تتأخر عبر بيانها الإملائي الشهير في جلده، لا لشيء سوى لأنه قدم تصوره في الإعلام الجزائري لواقع الأسود والمنتخب الوطني ولم يكن يعتقد أن المنتخب الذي كان يفهم فيه العلماء ومدربي «جوج دريال» لما كان مدربا صار من المقدسات والمحرمات لما غادره.
لا يهمني اللقب وما يمثله كأس الجزائر في شيء، لا يهمني قيمة التتويج هناك بقدر ما سرني كثيرا أن يرد الزاكي مرضي الوالدين على الإساءة بالحسنة وعلى الإهانة بالكرامة وعلى التقليل من القيمة بإستعراض العضلات.
إنه القفاز الحريري والأسطورة التي أراد لها البعض أن تندثر وأن يختفي اسمه وموال «الزاكي الزاكي» من المدرجات وأتذكر أني قلت بعد إقالة الزاكي الشهيرة أن الجامعة أخطأت ولو جلبت مورينيو وكابيلو وليس رونار، لأنها بتلك الطريقة ستجعل الزاكي حيا و قائما أكثر من السابق و سيحين الوقت ليعود اسمه كما الأشباح و الكوابيس التي تؤرق خاطر الظالمين ليمثل لهم الهاجس. ولا أقبل بأن يتهمني أي كان بالتشويش ولا يحق لأي من الأزلام أن يفعل ذلك،ل أني منتشي بما فعله الزاكي وعاينت بأم العين تفاعل المقاهي مع إنجازه وكأنه على رأس فريق وطني وليس جزائري.
لا يمكن لمن يحوز هذا الإعجاب، ولمن يحرز هذا التوفيق إلا أن يكون مرضي الوالدين، خالص وصافي النية والأكثر من هذا «مدرب ديال بصح».
ربح الزاكي بطاقة سفير فوق العادة ولعل فيديو توجهه للوزير تبون الذي بلغ في اليوتوب مئات الآلاف من المعجبين بالمغرب والجزائر، لدليل على أن الرجل وهو يطلب حل الحدود بعفوية ولا نفاق سياسي فيها إنما إنتصر إنتصارا عظيما، إنتصار مزدوج برمي الكرة لمعترك الشقيق وبالدعوة لفتح زوج بغال بوجه الأشقاء ومعها الإنتصار على زوج بغال الذين وضعوا له الصابونة في الطريق.